"مفوضية اللاجئين" تدعم الصحة العقلية لسكان مخيم "أومبييم" في تايلاند

"مفوضية اللاجئين" تدعم الصحة العقلية لسكان مخيم "أومبييم" في تايلاند

"سان لين" أم لطفلين، تعيش في مخيم أومبييم للاجئين في تايلاند، على بعد 12 كيلومترًا من حدود ميانمار، تعاني ابنتها من مرض التوحد، كما يعاني ابنها من شلل الأطفال، إنها متوترة وقلقة على أطفالها، ونتيجة لذلك تعاني من الأرق.

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لمكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان OHCHR، تستضيف تايلاند حاليًا أكثر من 90 ألف لاجئ عبر 9 مخيمات للاجئين على طول الحدود التايلاندية الميانمارية.

يعيش العديد من اللاجئين، الذين يتألفون أساسًا من عرقيات كارين وبورما، في هذه المخيمات منذ منتصف الثمانينيات بعد فرارهم من الصراع بين الجماعات العرقية المسلحة وجيش ميانمار.

ومثل "سان لين"، يواجه العديد من اللاجئين عوامل يومية مسببة للتوتر، تؤدي حتماً إلى مضاعفة صحتهم العقلية وتؤثر عليها.

علاوة على ذلك، مع انتشار المفاهيم الخاطئة والافتقار العام للمعرفة حول قضايا الصحة العقلية، قام 2٪ فقط من سكان المخيم بالتسجيل للحصول على خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي (MHPSS) هذا العام.

واستجابةً لذلك، أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عبر شريكها المنفذ، Humanity & Inclusion، برنامجًا جديدًا مخصصًا للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، تتمثل أهداف البرنامج في رفع مستوى الوعي وتعزيز الدعم المجتمعي، مما يسمح لسكان المخيم ليس فقط بالحصول على فهم أفضل للصحة العقلية ولكن أيضًا يتم تمكينهم من خلال استراتيجيات للتكيف.

في الآونة الأخيرة، زارت "دو نو إي"، 25 عامًا، موظفة الصحة العقلية الجديدة في المخيم وهي واحدة من 11 موظفًا من موظفي MHPSS للاجئين المدربين حديثًا عبر مخيمات اللاجئين الخمسة في تايلاند "سان لين".

تم اختيار "دو نو إي" بناءً على خلفيتها التعليمية وقدرتها على العمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، واستمعت باهتمام إلى مشاكل "سان لين"، وقدمت لها المشورة، وأنهت الجلسة بتعليمها بعض تقنيات التنفس العميق للتعامل مع قلقها.

بالنسبة إلى سان لين، فإن الزيارات المنزلية المنتظمة التي يقوم بها موظفو Humanity & Inclusion توفر لها "الراحة والتشجيع".

ولا تعد الزيارات المنزلية الأنشطة الوحيدة التي ينظمها الموظفون مثل "دو نو إي"، حيث ينظمون ورش عمل منتظمة لسكان المخيم لزيادة وعيهم بقضايا الصحة العقلية، وتعلم كيفية التخفيف منها وطرق مساعدة أفراد مجتمعهم.

نظم "تامي لو"، 23 عامًا، وموظفو الصحة العقلية في المخيم في ماي لا كامب -أكبر مخيم للاجئين في تايلاند- مؤخرًا ورشة عمل لعشرة مشاركين، يتم اختيار المشاركين في ورش العمل هذه بناءً على تقييم الصحة العقلية الذي أجراه فريق Humanity & Inclusion.

وخلال ورشة العمل بدأ الجلسة بسؤال المشاركين عن مدى معرفتهم بالصحة العقلية، كانوا يعرفون القليل جدا عنها.

للسماح لهم بالفهم، يعتمد "تامي لو" على تجاربهم اليومية كأمثلة، ويشرح قائلاً: "على سبيل المثال، نبدأ بموقف ونحلل تفكيرهم وشعورهم وردود أفعالهم، بما في ذلك رد الفعل الجسدي".

الهدف هو توعية المشاركين بأن أمراض الصحة العقلية يمكن أن تؤدي إلى ردود فعل جسدية مثل الألم أو الأرق.. "النتيجة جسدية، لكن السبب عقلي".

وتُستخدم الأنشطة البدنية أيضًا لشرح كيفية ظهور أمراض الصحة العقلية بشكل أفضل، وخلال إحدى جلسات إدارة الإجهاد، طلب "دو نو إي" من المشاركين في ورشة عمل الوقوف على ساق واحدة أثناء حمل كتاب في يد واحدة، إنها تمنح المشاركين تدريجيًا المزيد من الكتب والعناصر للاحتفاظ بها، وبمجرد عدم القدرة على تحمل الحمل، ستسقط جميع العناصر في النهاية على الأرض.

قال "دو نو إي": "بعد ذلك، أعيد تنفيذ نفس التمرين، وأخبر المشاركين أنه يمكنهم طلب المساعدة من شخص آخر.. عندما يتلقون الدعم، يدركون أن بإمكانهم الوقوف على قدم واحدة لفترة أطول أو حمل المزيد من الأشياء.. الغرض من هذا القياس هو أن يفهموا أن التفكير السلبي يشبه كومة من الكتب.. إذا كانوا بالفعل في وضع هش واستمروا في العمل، يتراكم الضغط، وقد تنهار بمرور الوقت.. بينما إذا طلبت المساعدة، يمكن لشخص ما أن يرفع العبء عن يديك، بالمعنى الحرفي والمجازي".

قالت لاجئة شابة شاركت في النشاط: "في الماضي، عندما غمرتني المشاعر السلبية، بقيت في المنزل أحيانًا لا أفعل أي شيء، ولا أتحرك، ولا آكل ولا أنام"، وأضافت "من خلال الانضمام إلى ورشة العمل، أفهم أن آليات المواجهة هذه سامة، ولكن أيضًا يشعر الأشخاص الآخرون بنفس الطريقة التي أشعر بها.. تعلمنا أنه يمكننا دعم بعضنا البعض".

وتم إجراء ورش عمل العلاج بالفن أيضًا، لمساعدة سكان المخيم على توجيه طاقاتهم وإحباطاتهم، حيث إن إبداع الفن -كما وجدت العديد من الدراسات- يمكن أن يكون علاجيًا للغاية، ويمكن أن يؤدي الرسم وغيره من أشكال الإبداع إلى تقليل مستويات الكورتيزول أو "هرمون التوتر" بشكل كبير.

أما بالنسبة لـ"سان لين" فبنهاية الزيارة المنزلية، تباطأ تنفسها وشعرت برضا أكبر، وتقول: "تمرين التنفس يساعدني على التحكم في أفكاري.. عندما أفكر كثيرًا ولا أستطيع النوم وأشعر بالقلق، فإنني أمارس التمرين ويساعدني على الهدوء وتقليل نبضات قلبي وتخفيف القلق".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية